في عالم نظارات الواقع الممتد XR سريع التطور، حققت نظارة آبل فيجن برو دخولًا قوياً ومدوياً، تحت شعار “الحوسبة المكانية“. لكن هل ترقى نظارة آبل إلى أن تكون ثورية؟ بسعرها البالغ 3500 دولار، تحتوي نظارة آبل مثل غيرها من نظارات الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط على مجموعة من التقنيات الغامرة التي تمزج بين العالمين المادي والرقمي. لكن وضعت نظارة فيجن برو نفسها فوق الجميع، لاحتوائها على ميزات فريدة مثيرة للاهتمام، على رأسها، المشاهدة المكانية للصور والفيديو. وهل هناك بدائل غيرها يقدم هذه الميزات المثيرة؟ وهل يجب أن نسارع إلى شرائها؟ هل هي ذات فائدة لك؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عنها في هذا التقرير. دعونا نتعمق في عالم نظارات الواقع الممتد لفهم المشهد عن كثب، ونحلل النقاط الرئيسية من المراجعات الأخيرة لنظارة آبل.
ما هي تقنية الواقع الممتد XR؟
الواقع الممتد (XR) هو مصطلح شامل يغطي الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، والواقع المختلط (MR). وتهدف نظارات XR إلى تعزيز تجارب المستخدم من خلال دمج العناصر الرقمية مع العالم الحقيقي. لكن هناك فرق بين كل نوع كالتالي:
نظارة الواقع الافتراضي (VR)
تعمل نظارة الواقع الافتراضي على غمر المستخدمين في بيئات افتراضية بالكامل يمكن للمستخدم التفاعل معها، حيث تحجب الرؤية من العالم الحقيقي وتسمح للمستخدمين برؤية البيئة الافتراضية فقط. ومن امثلتها نظارة اوكولوس ريفت Oculus Rift ونظارة اتش تي سي فايف HTC Vive ونظارة سوني بلاي ستيشن PlayStation VR.
نظارة الواقع المعزز (AR)
تقوم نظارة الواقع المعزز بإضافة عناصر افتراضية إلى العالم الحقيقي. حيث تعرض العناصر الافتراضية فوق العالم الحقيقي، ومن أمثلة تلك النظارات نظارة مايكروسوفت هولولينس Microsoft HoloLens وونظارة جوجل Google Glass وماجيك ليب Magic Leap وإن ريرل لايت Nreal Light وبوكيمون جو Pokémon GO.
نظارة الواقع المختلط (MR)
تجمع نظارة MR بين عناصر الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يمكن للمستخدمين في بيئة MR رؤية عناصر افتراضية تتفاعل مع العالم الحقيقي. ومن أمثلة تلك النظارات نظارة هولولينس HoloLens 2 من مايكروسوفت وماجيك ليب Magic Leap 2، ونظارة آبل فيجن برو.
يمكن استخدام نظارات الواقع الممتد بأنواعها في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك الألعاب والتدريب والتعليم والخدمات اللوجستية والتصنيع. مع استمرار تطوير هذه التقنيات، من المتوقع أن نرى المزيد من التطبيقات المبتكرة لها في السنوات القادمة.
نظارة آبل فيجن برو ومعضلة السعر
بالرغم من سعرها المرتفع، إلا أنه يقال بأن الحجز المسبق للنظارة بلغ أكثر من 200 ألف نظارة إلى الآن! ويرجع السعر المرتفع إلى عدة عوامل:
◉ أن آبل تستهدف فئة معينة من المستخدمين المحترفين ولا تستهدفك أنت كمستخدم عادي. وتميل جل التوصيات نحو انتظار نظارة آبل أخرى قادمة بأسعار معقولة، ومن المتوقع أن تتراوح قيمتها بين 1500 دولار إلى 2000 دولار.
◉ تتميز نظارة آبل فيجن برو بالعديد من الميزات المبتكرة التي لا توجد في النظارات الأخرى، مثل الشاشات عالية الدقة، وتتبع العين المتقدم، وشريحة M2 القوية. تتطلب هذه المكونات المتطورة بحثًا وتطويرًا كبيرًا، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج.
◉ تشتهر آبل بجودة البناء المتميزة، والنظارة ليست استثناءً. فهي مصنوعة من مواد خفيفة الوزن ومتينة، ومصممة لتكون مريحة عند ارتدائها لفترات طويلة.
◉ الانتاج المحدود يؤدي أيضًا إلى تضخيم السعر. فهو يخلق إحساسًا بالحصرية ويمكن أن يبرر التكلفة العالية للمشترين الأوائل.
◉ قيمة العلامة التجارية وجاذبيتها. فخامة التفاحة تكفي، كما يقول البعض، وبعض المستخدمين عندهم هوس وعلى استعداد لدفع الغالي والنفيس لاقتناء أجهزة آبل.
باختصار يمكن تقسيم السعر كالتالي:
◉ التكنولوجيا المتطورة: 40%
◉ جودة بناء ممتازة: 30%
◉ الإنتاج المحدود: 20%
◉ قيمة العلامة التجارية: 10%
الصور ومقاطع الفيديو المكانية: قفزة تكنولوجية أم وسيلة للتحايل؟
لا شك أن أكثر ما يميز نظارة آبل فيجن برو هو طريقة عرض الصور ومقاطع الفيديو المكانية، والتي تعتبر قفزة كبيرة جداً مماثلة للانتقال من التصوير بالأبيض والأسود إلى التصوير الملون. تخلق هذه الميزة تأثيراً عاطفياً مميزاً. لكن هل تبرر هذه الميزة وهذا التأثير ارتفاع تكلفة نظارة آبل؟
قد يكون لدينا وسائل أخرى لعرض الصورة ومقاطع الفيديو المكانية، من خلال نظارة ميتا كويست 3 بالإضافة إلى بعض الهواتف الذكية الرائدة التي تدعم هذه الميزة، مثل آي-فون 15 برو أو آي-فون 15 برو ماكس، واستخدام تطبيق مثل Spatialify لتحويل هذه الصور والفيديوهات، وعرضها على ميتا كويست 3 بقيمة 500 دولار فقط.
ودخول مثل هذه الأجهزة إلى ميدان المحتوى المكاني قد يبدد حصرية ميزة المكانية لنظارة آبل فيجن برو.
وبالتأكيد لن يقتصر الأمر على الآي-فون ونظارة ميتا، فعلينا أن نتوقع المزيد من الهواتف الذكية التي ستبدأ في التقاط الصور ومقاطع الفيديو المكانية هذا العام، سواء أجهزة الآي-فون القادمة أو الكثير من هواتف الأندرويد.
ولا يجب أن نغفل المنافسين الشرسين لآبل، سامسونج وجوجل، فما زال في جعبتهما أجهزة ستخرج هذا العام، فقد سمعنا عن شراكة بينها لتقديم نظارة واقع ممتد ستعمل بمعالجات كوالكوم سناب دراجون XR2 بلس من الجيل الثاني، تحتوي كل عين من النظارة على دقة 4.3K بمعدل 90 إطارًا في الثانية، هذا بالإضافة إلى أكثر من 12 كاميرا متزامنة، وقدرات الذكاء الاصطناعي المدمجة فيها. كل ذلك يعد بمواصفات واعدة تنافس نظارة آبل بشكل مباشر، ولا يخفى عليك أسعارها الأقل بكثير من آبل.
التطور والاتجاهات المستقبلية
استقلالية نظارات الواقع الممتد
أصبحت نظارات المواقع الممتد التي لا تتطلب أجهزة أخرى لكي تعمل، أكثر انتشارًا، ومن أمثلتها نظارة ميتا Oculus Quest و Quest 3.
التقدم في الحوسبة المكانية
تضيف التطورات في الحوسبة المكانية، كما رأينا في نظارة آبل فيجن برو، أبعادًا جديدة لتجارب الواقع الافتراضي. وتعمل الصور ومقاطع الفيديو المكانية على تعزيز المشاركة العاطفية. فمن قام بتجربتها، شعر بعاطفة شديدة تجاه ما يراه من صور وذكريات.
المنافسة في السوق والقدرة على الشراء
تعمل المنافسة المتزايدة، مع الداخلين الجدد مثل سامسونج وجوجل، على دفع الابتكار والقدرة على شرائها من قبل مجموعة واسعة من المستخدمين. فنتوقع نظارات واقع ممتد بمواصفات مماثلة وبأسعار أقل.
ما هي النظارة التي تحتاجها؟
لا شك أن من قام بتجربة نظارة آبل قد تذوق مدى تقدم هذه التجارب الرقمية الغامرة عن السنوات القليلة الماضية. فإذا كنت تمتلك المال، فلا بأس، قم بشراء واحدة. وفي المقابل يمكنك إنفاق 500 دولار على نظارة ميتا كويست 3 وتجربة أكثر من 500 تطبيق، مقارنة بحوالي 150 تطبيقًا على فيجن برو في الوقت الحالي. هناك أيضًا بعض تطبيقات نظارة كويست الجيدة والمحسنة بشكل كبير مثل Supernatural وPuzzling Places. قد تكفيك كويست الآن، ثم خلال عام أو عامين من الآن سيتطور الأمر كثيراً بسبب المنافسة، وستقدم آبل نموذجًا أقل تكلفة يحتوي على الكثير من التطبيقات المتاحة.
الخلاصة
من الواضح أن إطلاق نظارة آبل فيجن برو يعد علامة فارقة مهمة للواقع الافتراضي والحوسبة المكانية والتجارب الرقمية من الجيل التالي. إنها أيضًا خطوة مثيرة في مستقبل الإنترنت الشامل. إذا كنت ممن يخافون أن يفوتهم شيء، فعليك أن تتحلى بالصبر، إذا كان الأمر يقتصر على مجرد الترفيه والمشاهدة المكانية للصور والفيديوهات، أم إذا كنت مطوراً، أو هذا الأمر يعني لك شيئاً مؤسسياً، فلا بأس، فقد تضع يدك على شيء ثوري من خلاله يمكنك تحقيق المزيد.
ونحن في آي-فون إسلام بدأنا في تطوير تطبيقات إسلامية لنظارة آبل
المصدر: