أعلنت آبل عن النتائج المالية للربع المالي الثالث من عام 2024، والذي يتوافق مع الربع التقويمي الثاني من العام. وبناءً على المعلومات الواردة في مكالمة أرباح شركة آبل لهذا الربع، فكانت على النحو التالي.

تحقيق أرباح قياسية مع نمو قوي في قطاع الخدمات

حققت آبل إيرادات قياسية بلغت 85.8 مليار دولار، بزيادة ملحوظة قدرها 5% عن إيرادات نفس الفترة من العام السابق والتي بلغت 81.8 مليار دولار. وقد تجاوزت هذه النتائج توقعات الشركة نفسها، مما يشير إلى قوة أداء آبل في السوق العالمية رغم التحديات الاقتصادية.

وقد انعكس هذا النمو في الإيرادات على صافي الربح الفصلي للشركة، الذي ارتفع من 19.9 مليار دولار في العام الماضي إلى 21.4 مليار دولار هذا العام.

هذا التحسن في الأداء المالي انعكس أيضًا على ربحية السهم، حيث ارتفع الربح لكل سهم مخفف من 1.26 دولار في الربع الثالث من عام 2023 إلى 1.40 دولار في الربع الحالي.

هذه الأرقام تشير إلى نمو قوي ومستمر مع تحسن في كل من الإيرادات والربحية مقارنة بالعام السابق.

وحققت شركة آبل تحسناً ملحوظاً في هامش الربح الإجمالي للربع الثالث من عام 2024، حيث بلغ 46.3%، مقارنة بـ 44.5% في نفس الفترة من العام السابق. وهذا يشير إلى زيادة في كفاءة الشركة وقدرتها على تحقيق أرباح أعلى من مبيعاتها.

إضافة إلى ذلك، أعلنت آبل عن توزيع أرباح فصلية للمساهمين بقيمة 0.25 دولار للسهم الواحد. وسيتم دفع هذه الأرباح في 15 أغسطس للمساهمين المسجلين في سجلات الشركة حتى تاريخ 12 أغسطس. هذا الإعلان يؤكد التزام آبل بمكافأة مساهميها ويعكس ثقتها في أدائها المالي المستمر.

وصرح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، قائلاً: “حققنا رقماً قياسياً في إيرادات الربع الثالث، مع نمو قوي في العديد من الأسواق العالمية”. وأضاف أن الشركة سجلت إيرادات قياسية في أكثر من عشرين دولة ومنطقة، بما في ذلك كندا والمكسيك وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والهند وإندونيسيا والفلبين وتايلاند.

نمو قياسي في قطاع الخدمات

كان أحد أبرز إنجازات آبل في هذا الربع هو الأداء القوي لقطاع الخدمات، الذي حقق إيرادات قياسية بلغت 24.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 14% عن العام السابق. وقد ساهم في هذا النمو الارتفاع في عدد المشتركين المدفوعين، الذي وصل إلى مستوى قياسي جديد. كما سجلت آبل أرقاماً قياسية في خدمات الإعلانات والحوسبة السحابية والمدفوعات.

وعلق لوكا مايستري، المدير المالي لشركة آبل، على هذا النمو قائلاً: “إن النمو في قاعدة الأجهزة النشطة يضع أساساً قوياً للتوسع المستقبلي في نظامنا البيئي”. وأضاف أن عدد الحسابات المدفوعة والنشطة يواصل النمو بمعدلات قوية، مع وجود أكثر من مليار اشتراك مدفوع عبر منصات آبل، وهو ما يمثل ضعف العدد قبل أربع سنوات.

أداء متفاوت في قطاعات المنتجات

على صعيد المنتجات، شهدت آبل أداءً متفاوتاً عبر فئاتها المختلفة:

الآي-فون

حقق إيرادات بلغت 39.3 مليار دولار، بانخفاض طفيف قدره 1% عن العام السابق. ومع ذلك، أشار كوك إلى أن مبيعات الآي-فون نمت بالعملة الثابتة مقارنة بعام 2023. وهذا يعني أنه لو لم تتغير أسعار صرف العملات بين عامي 2023 و 2024، لكانت مبيعات الآي-فون قد سجلت نموًا إيجابيًا.

والهدف من هذا القياس هو إعطاء صورة أوضح عن الأداء الفعلي للمنتج في الأسواق المختلفة، بغض النظر عن التغيرات في قيمة العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي. فمثلاً، قد تكون مبيعات الآي-فون زادت في بعض الأسواق الدولية بالعملة المحلية، لكن عند تحويلها إلى الدولار الأمريكي، ظهرت وكأنها انخفضت بسبب قوة الدولار مقابل تلك العملات.

لذا، فإن الإشارة إلى النمو “بالعملة الثابتة” هي محاولة من آبل لتوضيح أن الطلب على الآي-فون لا يزال قويًا، وأن الانخفاض الظاهر في الإيرادات بالدولار الأمريكي يرجع في جزء منه إلى عوامل خارجة عن سيطرة الشركة، مثل تقلبات أسعار الصرف.

جهاز الماك

ارتفعت الإيرادات بنسبة 2% لتصل إلى 7 مليارات دولار، مع وصول قاعدة أجهزة ماك النشطة إلى مستوى قياسي جديد.

الآي-باد

شهد نمواً قوياً بنسبة 20% ليصل إلى 7.2 مليار دولار، مدفوعاً بإطلاق أجهزة آي-باد Air وآي-باد برو الجديدة.

الأجهزة القابلة للارتداء والمنزل والملحقات

انخفضت الإيرادات بنسبة 2% لتصل إلى 8.1 مليار دولار.

التركيز على الذكاء الاصطناعي والابتكار

أكد تيم كوك على التزام آبل بالابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مشيراً إلى إطلاق “ذكاء آبل أو Apple Intelligence“، وهي مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتكاملة في أنظمة آبل. وقال: “نحن متحمسون للغاية بشأن ذكاء آبل، وسنظل متفائلين للغاية بشأن الإمكانيات الاستثنائية للذكاء الاصطناعي وقدرته على إثراء حياة العملاء”.

وأشار كوك أيضاً إلى الاهتمام الكبير بنظارة آبل فيجن برو، مع وجود 2,500 تطبيق مكاني أصلي ومحتوى غامر جديد قادم لها. كما أكد على الاهتمام الكبير بهذه التقنية في قطاع الأعمال، حيث يمكنها تمكين الشركات الكبيرة والصغيرة من متابعة أفضل أفكارها بطرق غير مسبوقة.

النظرة المستقبلية والتحديات

رغم النتائج القوية، أشارت آبل إلى تحدي مستمر يتمثل في تأثير تقلبات أسعار الصرف الأجنبية على هوامش الربح بسبب تقلبات أسعار العملات العالمية. هذا التحدي يؤثر على ربحية الشركة بطرق مختلفة:

تأثير على الإيرادات: عندما يكون الدولار الأمريكي قويًا مقابل العملات الأخرى، فإن المبيعات التي تتم بالعملات الأجنبية تترجم إلى مبالغ أقل بالدولار الأمريكي عند تحويلها. هذا يمكن أن يقلل من إجمالي الإيرادات المُبلغ عنها بالدولار الأمريكي.

تأثير على التكاليف: إذا كانت آبل تنتج أو تشتري مكونات في بلدان أخرى، فقد تزيد تكاليفها إذا أصبح الدولار أضعف مقابل عملات تلك البلدان.

تأثير على هوامش الربح: الهامش هو الفرق بين سعر البيع وتكلفة الإنتاج. إذا تأثرت الإيرادات أو التكاليف بشكل سلبي بسبب تقلبات أسعار الصرف، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص هوامش الربح.

تحديات التسعير: قد تجد آبل صعوبة في تعديل أسعار منتجاتها في الأسواق الدولية استجابةً لتقلبات العملة، مما قد يؤثر على قدرتها التنافسية أو ربحيتها.

في حالة آبل، ذكر لوكا مايستري، المدير المالي للشركة، أن تأثير أسعار الصرف الأجنبية سيستمر في كونه عاملاً سلبيًا، مؤثرًا على حوالي 1.5 نقطة مئوية على أساس سنوي في الربع القادم.

هذا يعني أن آبل تتوقع أن تؤثر تقلبات العملات سلبًا على نموها وهوامش ربحها بنسبة 1.5% مقارنة بالعام السابق. وهذا تحدٍ مستمر تحاول الشركة إدارته من خلال استراتيجيات مختلفة، مثل التحوط المالي، ولكنه يظل عاملاً خارجًا عن سيطرتها المباشرة.

أما فيما يخص استراتيجية آبل في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد كشف تيم كوك عن خطة الشركة لإطلاق ميزات “ذكاء آبل” بشكل تدريجي. وقد بدأت الشركة بالفعل في طرح بعض هذه الميزات هذا الأسبوع، مع وعد بإضافة المزيد من الوظائف واللغات وتوسيع التغطية الإقليمية على مدار العام القادم. وفي خطوة لافتة، أعلن كوك أن آبل تعمل على دمج تقنية ChatGPT ضمن خدماتها، متوقعًا إتمام هذا الدمج بحلول نهاية العام الحالي.

الخلاصة

تظهر نتائج آبل للربع الثالث من عام 2024 قدرة الشركة على الحفاظ على نموها وربحيتها في بيئة اقتصادية متقلبة. مع التركيز المتزايد على قطاع الخدمات والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبذلك تبدو آبل في وضع جيد لمواصلة نموها في المستقبل. ومع ذلك، ستظل آبل بحاجة إلى مواجهة التحديات المستمرة، بما في ذلك المنافسة العالمية الشديدة وتقلبات أسعار الصرف، مع الحفاظ على وتيرة الابتكار التي عُرفت بها على مر السنين.

المصدر:

apple