العلاقة بين آبل وجوجل ليست تنافسية طوال الوقت. في بعض الأحيان تكون علاقة نفعية وفي أوقات أخرى تكون عداوة شرسة. حيث يتغير موقع الشركتين بناءا على مصالحهما. وعلى الرغم من أن جوجل تدفع لآبل مليارات الدولارات سنويا من أجل أن تكون محرك البحث الإفتراضي على سفاري. إلا أن هذا لم يمنع صانع الآي-فون من تحذير مستخدميه بضرورة التخلي عن متصفح جوجل كروم. لكن ما السبب، وما سر هجوم آبل على جوجل ومتصفحها.

آبل و جوجل

تُدرك جوجل أن صفقتها مع آبل أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار بسبب دعوى مكافحة الإحتكار التي أصدرتها وزارة العدل الأمريكية. ولهذا تسعى منذ فترة إلى جعل مستخدمي الآي-فون يتحولون من سفاري إلى متصفحها كروم. في عام 2019، كانت نسبة مستخدمي متصفح جوجل كروم عبر الآي-فون 25%، ثم ارتفعت النسبة إلى 30% هذا العام. والآن خطة جوجل هي رفع تلك النسبة إلى 50%. تلك الزيادة تعني 300 مليون جهاز آي-فون سوف ينضمون إلى لعائلة جوجل وبالتالي جميع بياناتهم وأموالهم سوف تكون من نصيب الشركة وليس آبل. وهذا ما لا يريده صانع الآي-فون حيث سيؤدي الأمر إلى فقدان مليارات الدولارات نتيجة فقدان هذه النسبة من مستخدميه.

نقطة ضعف كروم

من أجل دحض خطة جوجل، قررت آبل التركيز على نقاط ضعف متصفح كروم. ولهذا، حذرت مستخدميها البالغ عددهم 1.4 مليار شخص من استخدام جوجل كروم على هواتفهم الذكية. حتى أنها نشرت إعلان حول الخصوصية عبر قناتها الرسمية على يوتيوب تتهم بشكل غير مباشر متصفح كروم بأنه ينتهك الخصوصية ويراقب كل ما تفعله بعكس سفاري الذي يرمز للخصوصية ويحافظ على بيانات المستخدمين داخل أجهزتهم.

واعتمدت آبل على نقطتين لصالحها، الأولى وهي أن جوجل كروم ملئ بملفات تعريف الإرتباط الخاصة بالمواقع والتي يتم استخدامها لتتبعك ومعرفة كل ما تفعله على الويب. نقطة الضعف الأخرى هي وضع التصفح المتخفي والذي ثبت لاحقا أنه ليس كما يدعي ولا يحمي المستخدم كذلك لا يحافظ على خصوصيته ويمكن للمواقع وحتى جوجل نفسها معرفة ما يفعله على الإنترنت.

هنا يأتي دور سفاري والذي بعكس كروم، يركز على الخصوصية ويمنع المواقع من تتبعك بشكل إفتراضي. أيضا تستطيع إخفاء عنوان الآي بي الخاص بك ومنع المواقع من التعرف على هويتك. كل تلك الميزات قررت آبل استغلالها من أجل إثارة المخاوف بشأن متصفح جوجل كروم ومحاولة منع المستخدمين من مغادرة حديقتها المسورة واستخدام كروم.

المصدر:

theinformation