أعلنت شركة آبل مؤخرًا عن إطلاق النسخة التجريبية الثالثة من تحديث iOS 18.1 الموجه للمطورين. هذا الإصدار يحمل في طياته مجموعة من الميزات المبتكرة والتحسينات الذكية، وتتصدرها أداة "التنظيف Clean Up" الجديدة المخصصة لتطبيق الصور. يمثل هذا التحديث تقدمًا ملحوظًا في مجالات تحرير الصور على الأجهزة المحمولة، بالإضافة إلى ميزات أخرى تعزز بشكل عام تجربة المستخدم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل هذه الميزة الجديدة وبعض التحسينات التي يقدمها iOS 18.1.

أداة "التنظيف Clean Up": ثورة في عالم تحرير الصور

تعتبر ميزة "التنظيف" أبرز ما جاء به هذا التحديث، حيث توفر للمستخدمين إمكانية إزالة العناصر غير المرغوب فيها من صورهم بسهولة غير مسبوقة. تعتمد هذه الأداة على تقنيات الذكاء الاصطناعي من آبل، مما يمكّنها من تحليل الصور وتحديد العناصر القابلة للإزالة بشكل تلقائي. وعلى الرغم من أن أدائها قد يتفاوت في هذه المرحلة المبكرة، إلا أنها تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين تجربة تحرير الصور على الآي-فون.

◉ لاستخدام هذه الميزة، يجب على المستخدم فتح الصورة التي يرغب في تعديلها، ثم النقر على زر التحرير، ليظهر له أيقونة جديدة تحمل رمز الممحاة. إذا لم تكن الأيقونة مفعلة، يمكنك تحميلها من نفس المكان.

◉ عند تفعيل أداة الممحاة، يقوم النظام تلقائيًا بتحديد العناصر التي يُعتقد أنك ترغب في إزالتها، ويمكن للمستخدم إزالتها بنقرة واحدة.

◉ إذا لم يتم التحديد تلقائيًا، يمكن للمستخدم تحديد العنصر يدويًا عن طريق رسم دائرة حوله.

◉ تعمل هذه الميزة بشكل مثالي مع الصور ذات الخلفيات البسيطة والعناصر الصغيرة، حيث تُظهر نتائج جيدة مع الكائنات التي يتم تمييزها تلقائيًا.

على الرغم من ذلك، قد تواجه أداة التنظيف بعض التحديات عند التعامل مع الصور المعقدة أو محاولة إزالة أجسام كبيرة، حيث قد يكون من الصعب الحصول على مظهر نظيف. في بعض الحالات، قد تحتاج إلى تكرار عملية التنظيف لتحسين النتائج.

يبدو أن الأداة مصممة بشكل أكبر للتعامل مع الكائنات الصغيرة غير المرغوب فيها في خلفية الصور. لإزالة هذه الكائنات، يمكنك تكبير الصورة ووضع دائرة حولها.

◉ يجب الانتباه إلى أن الأداة لا تعمل مع الصور الحية، حيث يؤدي استخدامها إلى تحويل الصورة إلى صورة ساكنة. يمكنك إعادة تشغيل الصورة الحية، لكن سيفقد التعديل الذي أجري على التنظيف.
أنت محبوبي الحلقة 155

◉ تعمل أداة التنظيف على جميع أنواع الصور الأخرى، بما في ذلك لقطات الشاشة والصور القديمة، حتى تلك التي لم تلتقطها باستخدام الآي-فون الخاص بك.

◉ لا يمكن استخدام ميزة التنظيف على مقاطع الفيديو.

من المهم الإشارة إلى أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، ومن المتوقع أن تشهد تحسينات ملحوظة في المستقبل القريب.

الشفافية في استخدام أداة التنظيف

تظهر آبل التزامها بالشفافية من خلال إضافة ملاحظة في البيانات الوصفية للصور المعدلة، تشير إلى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في تعديل الصورة. كما أن جميع التعديلات قابلة للعكس، مما يتيح العودة إلى الصورة الأصلية في أي وقت.

تعكس هذه الخطوة وعي الشركة بالمخاوف الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الصور، وتوفر للمستخدمين والمتلقين معلومات شفافة عن أصل الصورة وطبيعة التعديلات التي أجريت عليها.

تحسينات إضافية في تحديث iOS 18.1

بجانب ميزة "التنظيف"، يقدم تحديث iOS 18.1 مجموعة من التحسينات الأخرى التي تعزز تجربة المستخدم، منها:

ملخصات الإشعارات المحسنة

تم توسيع نطاق ميزة ملخص الإشعارات لتشمل جميع التطبيقات، مما يمنح المستخدمين نظرة شاملة على إشعاراتهم دون الحاجة لفتح كل تطبيق على حدة.

يمكنك الآن رؤية ملخصات للرسائل الواردة المتعددة والإشعارات الفردية، مما يوفر لك المزيد من المعلومات في لمحة واحدة.

يساعد هذا التحسين في تنظيم المعلومات الواردة بشكل أكثر كفاءة، مما يوفر الوقت ويحسن من تجربة المستخدم.

تحسينات على تطبيق الرسائل

أصبح بإمكان المستخدمين الآن استخدام الملصقات من تطبيقات الطرف الثالث في المحادثات، مثل الرموز التعبيرية. كانت هذه الميزة متاحة في الإصدارات التجريبية السابقة، لكنها كانت تعمل فقط مع الملصقات من تطبيقات آبل والملصقات التي تم إنشاؤها من الصور.

توسع هذه الإضافة من خيارات التعبير والتواصل المتاحة للمستخدمين، مما يجعل المحادثات أكثر تفاعلية وشخصية.

التوقعات المستقبلية

يمثل إصدار iOS 18.1 خطوة مهمة في تطور نظام iOS، خاصة فيما يتعلق بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في وظائف الجهاز الأساسية. من خلال تقديم أدوات متطورة كانت في السابق حكرًا على برامج سطح المكتب المتخصصة، تفتح آبل آفاقًا جديدة لإمكانيات الآي-فون.

من المتوقع أن تستمر آبل في صقل وتحسين هذه الميزات، خاصة أداة "التنظيف"، مع الإصدارات المستقبلية. يشير هذا التوجه إلى أن أجهزة الآي-فون أصبحت أكثر قدرة على معالجة المهام المعقدة التي كانت تتطلب في السابق أجهزة كمبيوتر قوية.

بينما لا تزال بعض الميزات في مراحلها الأولى، يبدو المستقبل واعدًا لمستخدمي الآي-فون. مع استمرار آبل في تطوير وصقل هذه التقنيات، يمكننا توقع المزيد من الابتكارات التي ستغير طريقة تفاعلنا مع الآي-فون وتعزز قدراته بشكل كبير.

المصدر:

macrumors