كشفت شركة آبل خلال مؤتمر إطلاق آي-فون 16 عن مجموعة من الميزات الصحية الرائدة في مجالي النوم وصحة السمع، والتي ستتوفر في ساعات آبل وسماعات AirPods Pro 2. تهدف هذه الميزات إلى توفير طرق فعالة للمستخدمين لتحسين جودة نومهم والحفاظ على صحة سمعهم، مما يعكس التزام الشركة بمواجهة القضايا الصحية التي تؤثر على مليارات الأشخاص حول العالم.
تشمل الميزات الجديدة ميزة إشعارات انقطاع النفس النومي، المتاحة على ساعة آبل، والتي تستخدم مقياساً مبتكراً لقياس اضطرابات التنفس. وتعتبر هذه الميزة جزءاً من الجهود المستمرة التي تبذلها آبل لتكون الساعة بمثابة حارس ذكي لحماية صحة مستخدميها.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم آبل تجربة متكاملة لصحة السمع مع سماعات AirPods Pro، والتي تتضمن ميزات مثل خفض الأصوات الصاخبة، واختبار السمع المعتمد سريرياً، ووسيلة مساعدة السمع المتاحة بدون وصفة طبية. تهدف هذه الميزات إلى تسهيل الحصول على المساعدة السمعية بتكلفة معقولة.
ومن المنتظر أن تحصل ميزتا اختبار السمع ووسيلة مساعدة السمع على موافقة الجهات الصحية العالمية قريباً، حيث سيتم تسويقهما في أكثر من 100 دولة ومنطقة هذا الخريف، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.

قدرات قوية للكشف عن علامات انقطاع النفس النومي

لا شك أن النوم يعد أحد الجوانب الحيوية للصحة العامة، حيث يؤثر بشكل مباشر على الصحة البدنية والعقلية للفرد. يُعتبر انقطاع النفس النومي من الاضطرابات الشائعة التي تتسبب في توقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، مما يمنع الجسم من الحصول على كمية كافية من الأكسجين. تشير التقديرات إلى أن هذه الحالة تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، وغالباً ما يتم تجاهل تشخيصها. إذا تركت هذه الحالة دون علاج، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، داء السكري من النوع الثاني، ومشكلات القلب.
تتضمن ساعة آبل الجديدة مقياس "اضطرابات التنفس" المبتكر، الذي يستخدم مقياس التسارع لرصد الحركات الصغيرة في المعصم المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم. ستقوم الساعة بتحليل بيانات اضطرابات التنفس كل 30 يوماً، وتُبلغ المستخدمين إذا كانت البيانات تشير إلى علامات انقطاع النفس النومي المتوسط إلى الشديد، مما يساعدهم على اتخاذ خطوات إضافية مع أطبائهم.
نظراً لأهمية جودة النوم، يمكن استخدام بيانات اضطرابات التنفس أيضاً لتقييم راحة النوم. يمكن للمستخدمين الاطلاع على معلومات حول اضطرابات التنفس في تطبيق صحتي، حيث يتم تصنيفها على أنها مرتفعة أو غير مرتفعة، مع إمكانية متابعة تلك البيانات على مدى شهر أو ستة أشهر أو حتى سنة كاملة.
للمساعدة في إجراء محادثات أعمق مع مقدمي الرعاية الصحية، يمكن للمستخدمين تصدير ملف PDF يتضمن توقيت انقطاع النفس النومي وبيانات اضطرابات التنفس على مدى ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى معلومات إضافية. كما تتضمن تطبيق صحتي مقالات تثقيفية لمساعدة المستخدمين في فهم المزيد عن انقطاع النفس النومي.
تم تطوير خوارزمية إشعارات انقطاع النفس النومي باستخدام التعلم الآلي المتقدم ومجموعة بيانات كبيرة من اختبارات انقطاع النفس النومي ذات المستوى الطبي، وتم التحقق من هذه الميزة من خلال دراسة سريرية فريدة من نوعها في هذا المجال. كل مشارك تم تحديده بواسطة الخوارزمية في هذه الدراسة كان يعاني من انقطاع النفس النومي الخفيف على الأقل.

أول تجربة متكاملة في العالم لصحة السمع

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 1.5 مليار شخص حول العالم من فقدان السمع. تشير الأبحاث إلى أن فقدان السمع يمكن أن يؤثر على جودة حياة الأفراد، ويزيد من خطر حالات مثل الخرف والعزلة الاجتماعية.
لتسهيل فهم صحة السمع، تقدم آبل تجربة متكاملة تركز على الوقاية والتوعية والمساعدة.

الوقاية

يتعرض واحد من كل ثلاثة أشخاص بانتظام لمستويات من الضوضاء البيئية العالية التي قد تؤثر على سمعهم، وفقًا لدراسة آبل للسمع، التي أجريت بالتعاون مع كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان ومنظمة الصحة العالمية. تشمل هذه السيناريوهات الشائعة ركوب المترو، وجز العشب، وحضور الفعاليات الرياضية، وغيرها.
لمساعدة المستخدمين في تقليل تعرضهم للضوضاء البيئية، تأتي ميزة خفض الأصوات الصاخبة في AirPods Pro، حيث تعمل رؤوس الأذن على تقليل الضوضاء السلبية، بينما تساعد شريحة H2 في تقليل الضوضاء العالية بمعدل 48 ألف مرة في الثانية. تتفاعل ميزة خفض الأصوات الصاخبة تلقائياً في أوضاع الاستماع المختلفة، مما يجعلها مفيدة في البيئات الصاخبة.

التوعية

غالباً ما يتفاقم فقدان السمع بشكل تدريجي، حيث لا يدرك الكثيرون أنهم قد يكونون مصابين بهذه الحالة. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 80% من البالغين في الولايات المتحدة لم يخضعوا لفحص السمع خلال آخر خمس سنوات. لتزويد المستخدمين بمزيد من المعلومات حول صحة سمعهم، تقدم آبل اختبار سمع سهل بمستوى طبي يمكن إجراؤه باستخدام سماعات AirPods Pro وجهاز آي-فون أو آي-باد متوافق.
يمكن للمستخدمين إتمام الاختبار في حوالي خمس دقائق من منازلهم. يستفيد اختبار السمع من العلوم الصوتية المتقدمة ويقدم تجربة تفاعلية. بعد إكمال الاختبار، يحصل المستخدم على ملخص سهل الفهم يتضمن درجة فقدان السمع لكل أذن، والتصنيف، والتوصيات. تُخزن النتائج بشكل آمن في تطبيق صحتي، ويمكن مشاركتها مع مقدمي الرعاية الصحية لمناقشة أعمق.
يعتمد اختبار السمع على البيانات المستفادة من دراسة آبل للسمع، وتم تطويره باستخدام بيانات واسعة النطاق، والتحقق منه مقارنة بمعيار "قياس سمع النغمة النقية" الذي يعد المعايير السريرية الرائدة في هذا المجال.

المساعدة

يعد فهم فقدان السمع خطوة أساسية للحصول على المساعدة اللازمة، والتي قد تكون صعبة المنال بسبب التكلفة أو صعوبة الوصول. أظهرت الأبحاث العالمية أن فقدان السمع غالباً ما يبقى دون علاج؛ حيث كشفت دراسة آبل للسمع أن 75% من الأفراد الذين تم تشخيصهم بفقدان السمع لم يحصلوا على الدعم الذي يحتاجونه.
تأتي AirPods Pro 2 لتقدم وسيلة مساعدة سمع مبتكرة ومتاحة بدون وصفة طبية، مما يمكّن المستخدمين الذين يعانون من فقدان السمع الخفيف إلى المتوسط من الاستفادة منها. تستخدم هذه الميزة ملف السمع الشخصي الذي تم إنشاؤه من خلال اختبار السمع لتخصيص تجربة السمع. بعد الإعداد، يتمكن المستخدمون من إجراء تعديلات ديناميكية لتضخيم الأصوات المحيطة بهم في الوقت الفعلي، مما يساعدهم على الانخراط بشكل أفضل في المحادثات.
تم التحقق من فعالية ميزة وسيلة مساعدة السمع في دراسة عشوائية خاضعة للرقابة، حيث قُيِّمت الفوائد المتصورة للميزة مقارنةً بالإعدادات التي يقوم بها أخصائي السمع.
بعد إتمام اختبار السمع، يمكن أن يساعد ملف تعريف السمع الشخصي في تخصيص تجربة الاستماع لمزيد من الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين لا يعانون من فقدان السمع، إذ يمكن للجميع الاستفادة من تعديلات معينة على الترددات الصوتية. تسهم ميزة "مساعد السمع" الجديدة في تعزيز أجزاء من الحديث أو الموسيقى لتقديم تجربة استماع محسّنة.
تستفيد هذه الميزات من أدوات صحة السمع الحالية التي تقدمها آبل. على سبيل المثال، يمكن لمستخدمي ساعة آبل استخدام تطبيق الضوضاء لتلقي إشعارات حول مستويات الضوضاء التي قد تؤثر على صحة سمعهم. يمكن لمستخدمي آي-فون أيضاً تعيين حد لمستوى صوت سماعات الرأس، وتفعيل ميزة خفض الأصوات الصاخبة وفقاً لمستويات الديسيبل المفضلة. كما تقدم آبل ميزات إضافية لتسهيل استخدام الإعدادات بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين السمعية.