مع ازدياد البعثات الفضائية إلى سطح القمر ، تتزايد الاكتشافات والألغاز التي يحتار فيها أهل الأرض ، وقد شهد العالم معركة تاريخية بين الأمريكان والروس (السوفييت سابقًا) نحو المستقبل وغزو الفضاء الخارجي، من أجل الوصول إلى كواكب أخرى والهيمنة عليها والاستفادة منها بأفضل ما يمكن.
ويتكرر السباق الفضائي حاليًا لاستكشاف القمر من أجل البحث عن الجليد المائي الموجود هناك! التفاصيل في هذا المقال..
مياه جليدية على سطح القمر .. هل سنشهد معارك جديدة نحو الفضاء؟
وبحسب ما جاء في موقعPopular Science فإن المعركة الأمريكية-السوفييتية السابقة انتهت بفوز الأمريكان بعدما وصل رُواد بعثة أبولو إلى القمر في رحلتهم الشهيرة عام 1972 في آخر زيارة بشرية إلى هناك يوم رُفع علم الولايات المتحدة الأمريكية على سطح القمر في لقطة للتاريخ.
والآن ، تستهدف غالبية الدول العظمى استكشاف القمر مرة أخرى، مع إعلان وكالة ناسا NASA إرسال رواد فضاء جدد إلى القمر عام 2025 المقبل ، إضافة إلى إعلان الصين رحلتها الأكبر لاستكشاف القمر عام 2030، خاصة بعد فشل المهمة الروسية التي أُطلق عليها (لونا 25) ، وإطلاق الهند مؤخرًا بعثتها (تشاندريا 3).
فما الجديد الذي جدّ ليحدث كل هذا ؟
الجديد هو اكتشاف وجود جليد مائي على سطح القمر قبل سنوت قليلة وتحديدًا أواخر عام 2018 في القطب الجنوبي بالأخص، ويمثل هذا الجليد أهمية كبرى للبشر ، وربما يكون حاسمًا لوقود الصواريخ ، وقد يكون بوابة لاستعمار القمر ، فلا يخفى على أحدٍ التكلفة المهولة التي سيتكبدها البشر لو أرادوا نقل الماء من الأرض إلى القمر ، وبالتالي فإن الجليد المائي على القمر يعتبر موردًا هامًا للغاية وبقيمة عظيمة ، رغم أن نجاح هذا الأمر مازال غير مؤكدٍ حتى الآن.
وفي تصريح للدكتورة “كاثلين لويس” من الوكالة الوطنية للطيران والفضاء أكدت أن الجهود الحالية لاستكشاف القمر والكواكب المختلفة هي الأضخم و تختلف عن الماضي تمامًا مع اختلاف الأهداف بين الماضي والحاضر والمستقبل.
قديمًا، كان الهدف هو التقدم التكنولوجي، لكن الآن تسعى الدول للحصول على التكنولوجيا الحالية التي تكون أساسًا للاستقلال الاقتصادي في عصر الفضاء المتطور.
ومع كل هذه البعثات الأرضية إلى الفضاء نفهم أن التنافس تحوّل من منافسة تكنولوجية إلى سعي اقتصادي بحت! وأنّ كل الدول تتسابق من أجل ذلك ، ولكن تظل هناك تحديات قانونية ودبلوماسية حول حقوق المواد على القمر.
ما هو الجليد وأنواعه ؟ وأهميته التي قد تورط العالم في معارك مستقبلية
وبالحديث أكثر تفصيلًا عن ماهية الجليد ؛ فهو الحالة الصلبة المتبلورة (غير الفلزية) لمادة قد تكون سائلة أو غازية في درجة حرارة الغرفة، ومن الأمثلة عليها الجليد المائي أو جليد الأمونيا ، وفي اللغة الإنجليزية كلمة جليد ice تعني جليداً مائياً في الغالب ، حيث يتكون الجليد بأي مكان في حال اجتمع وجود ماء مع جو بارد، فيتحول الماء ببساطة إلى جليد.
كما يُمكن أن تتكون أحيانًا جبال جليدية أو أنهار جليدية أو مجرد أرض متجمدة، وكثيراً ما تتجمد البحيرات (أو بالأحرى أسطح البحيرات لأنه بالرغم من أن طبقة سميكة من سطح البحيرة تتجمد أحياناً إلى أنه لا يُمكن أن تتجمد بحيرة بالكامل).
وللعلم ، فإن ثلاثة أرباع الماء العذب في العالم تقريباً مُخزّن على شكل جليد، و موزّع بين قارة أنتركتيكا وجزيرة غرينلاند والقطب الشمالي وقمم الجبال الشاهقة في أماكن أخرى حول العالم.
دور الجليد في البحوث العلمية والفضائية؟
1- الجليد يحتوي على طبقات تاريخية تحتوي على معلومات حول الغلاف الجوي والبيئة التي تعيش فيها المخلوقات الحية.
2- الجليد يمكنه الكشف عن تغيرات المناخ على مدى السنين العديدة مما يوفر فرصة لفهم آثار النشاط البشري على ظاهرة الاحتباس الحراري.
3- الجليد يمكن استخدامه لتحديد عمر الصخور وفهم تاريخ الكوكب.
4- الجليد يمكنه توفير الأدلة العلمية لإعلان الاكتشافات الفضائية المهمة ، على سبيل المثال يشبه سطح القمر الشكل الذي يسمح للعلماء بفهم المزيد عن تاريخ الأرض وتطورها.
5- يتم لصق عينات الجليد أسفل المركبات على متن بعض المهمات الفضائية، لدراسة تأثير التعرض لأشعة الشمس والتعرض المستمر للأشعة الكونية وكيف يؤثر على عينات الجليد.
اقرأ لدينا أيضًا .. عاصفة شمسية تسحق 40 قمرًا صناعيًا من “سبيس إكس” بالفضاء الخارجي!
تعرف على اقوى هاتف 2023 للأعمال بقدرات رهيبة وكاميرا استثنائية