-

السر وراء نجاح آبل: القصة غير المعلنة لتيم كوك

السر وراء نجاح آبل: القصة غير المعلنة لتيم كوك
(اخر تعديل 2024-07-25 15:15:25 )
بواسطة

قائد عبقري ورجل الظل في آبل، سلمه ستيف جوبز مفاتيح امبراطوريته فكان الرجل الصحيح في المكان الصحيح، بحنكته الاستراتيجية وبراعته في التطوير استطاع الصعود بآبل لقمة أعظم الشركات في تاريخ البشرية مستكملا نجاحات جوبز، فماذا تعرف عن قصة تيم كوك؟

ما هي قصة تيم كوك؟ إليكم القصة غير المعلنة

لم يصل تيم كوك إلى قمة العرش بسهولة، بل من خلال رحلة ملهمة فهو رجل بسيط، نشأ في أسرة متواضعة في ولاية ألاباما الأمريكيةدرس الهندسة الصناعية في جامعة أوبورن وتخرج منها عام ١٩٨٢، ثم تحصل على الماجستير في إدارة الأعمال.

بدأت قصة تيم كوك المهنية في أواخر الثمانينيات مع شركة IBM، وتدرج في وظيفته حتى أصبح المدير التنفيذي للعمليات في قسم الإلكترونيات الذكية بالشركة عام ١٩٩٤، ثم تولى منصب نائب رئيس شركة compaq، هنا لفت كوك انتباه ستيف جوبز، فعرض عليه الانضمام لشركة آبل.

حذر الكثيرون كوك من هذه الخطوة إذ كانت آبل تشهد انخفاضا في الأرباح حينذاك وكان مستقبلها غامضا، لكن كوك قرر المجازفة ووافق على عرض جوبز عام ١٩٩٨، وهنا كانت اللحظة الفارقة في حياته المهنية وفي عالم التكنولوجيا.

قائد عبقري ورجل الظل في آبل، سلمه ستيف جوبز مفاتيح امبراطوريته فكان الرجل الصحيح في المكان الصحيح، بحنكته الاستراتيجية وبراعته في التطوير استطاع الصعود بآبل لقمة أعظم الشركات في تاريخ البشرية مستكملا نجاحات جوبز، فماذا تعرف عن قصة تيم كوك؟
قصة تيم كوك

كان دور كوك في البداية يتمحور حول إدارة سلسلة الإمدادات للشركة، وإدارة جميع المبيعات والعمليات في جميع أنحاء العالم، وساعده في ذلك دراسته في الهندسة الصناعية.

انتشل كوك آبل من مجال الصناعة بإغلاق المصانع والمستودعات واستبدلها بالمصنعين المتعاقدين، أدى ذلك إلى انخفاض مخزون الشركة بشكل كبير وزيادة هامش الربح، وأصبحت سلاسل توريد آبل من أكثر السلاسل فعالية وكفاءة في الصناعة.

مع مرور الوقت ارتفعت مكانة كوك داخل آبل، عام ٢٠٠٠ أصبح مديرا لقسم مبيعات آبل، ثم في عام ٢٠٠٤ عيّن رئيسا لقسم تصنيع جهاز ماكينتوش الذي أنتج فيما بعد أجهزة الماك بوك وآي ماك.

وتولى منصب الرئيس التنفيذي حينها بشكل مؤقت، كما قام باستثمار مسبق في الـ فلاش ميموري عام ٢٠٠٥، لتستعمل فيما بعد في أجهزة ipod nano, ipad, iphone عام ٢٠٠٧ تم ترقية كوك ليصبح مدير شعبة العمليات.

وعام ٢٠٠٩ تولى منصب الرئيس التنفيذي مجددا بشكل مؤقت لتعويض ستيف جوبز الذي كان في إجازة مرضية، كان حينها كوك مسؤولا عن معظم العمليات اليومية لشركة آبل، فيما كان جوبز يتخذ القرارات الكبرى.

عام ٢٠١١ كانت اللحظة الحاسمة والفارقة، فبعد أن كان كوك شريك جوبز في النجاح وذراعه الأيمن، استقال جوبز وعيّن كوك مكانه كمدير تنفيذي دائم بأجر يصل لـ 378 مليون دولار.

ما يجعله المدير التنفيذي الأعلى أجرا في العالم، وفي أكتوبر من نفس العام توفي جوبز بعد معاناته مع مرض السرطان، لتصبح شركة آبل تحت قيادة كوك بشكل كامل.

ليصبح هذا التاريخ ميلاد عملاق في تاريخ التكنولوجيا، أصبح كوك أمام تحديات هائلة، واعتبر البعض أن مهمته مستحيلة، فقد كان عليه أن يتحمل مسؤولية إدارة إرث جوبز، والحفاظ على روح الابتكار والتميز التي جعلت آبل تتقدم على المنافسين.

لكنه أثبت أنه الرجل الصحيح في المكان الصحيح، دخلت آبل تحت قيادة كوك عصرا جديدا صعدت فيه إلى العرش، أجرى كوك تغييرات عدة في الموظفين والمسؤولين.

وكان تركيزه الأساسي على المبيعات والأرباح عكس جوبز الذي كان يركز على الإبداع والابتكار بشكل أكبر، أظهر كوك خلال عمله أسلوبا قياديا ممتازا.

وكانت معظم قراراته الاستراتيجية تستند إلى البيانات والتحليلات، وساهمت دراسته الهندسة الصناعية في تبنيه مبادئ الحفاظ على البيئة وتقليل النفايات.

فبذل جهودا كبيرة لتقليل بصمة الشركة الكربونية والاستثمار في الطاقة المتجددة، حافظت شركة آبل على نمو متزايد طيلة سنوات عمله إذ حققت إيرادات بلغت ٣٨٣ مليار دولار عام ٢٠٢٣ مقارنة بـ ١٠٨ مليار فقط عام ٢٠١١.

كما تضاعف عدد الموظفين من ٦٠ ألف عام ٢٠١١ إلى أكثر من ١٤٥ ألف حاليا، كل ذلك نتاج التطور العظيم الذي طرأ على آبل في عهد كوك بتقديمه منتجات جديدة لاقت اهتماما كبيرا من العملاء كالساعة الذكية والإيربودز وأجهزة الماك بوك والآيباد.

إضافة للتطورات التي شهدها الآيفون على مدار السنوات الماضية، كما نجح كوك في بناء علاقة وثيقة بين آبل والعملاء وفي كسب ثقتهم خاصة بحل المشاكل المتعلقة بالخصوصية.

حتى أصبح معظمهم غير قادرين على الاستغناء عن منتجاتها أو استبدالها بشركات أخرى، حتى أن بعض الأبحاث وصفت علاقة بعض المستهلكين بآبل بـ “الإدمان”.

ورغم أن منتجات آبل تعد غالية الثمن نسبيا، إلا أنها تحقق مبيعات ضخمة، لم يكتفِ كوك بإصدار منتجات جديدة وتطوير منتجات أخرى بل أظهر اهتماما في قطاع الخدمات.

لتصبح آبل اليوم تقدم عددا كبيرا من الخدمات المدفوعة التي يشترك فيها ملايين المستخدمين حول العالم كالبودكاست والآيكلاود والخدمة الإخبارية إلى جانب خدمات أخرى مثل Apple Care وApple Music المتاحة حتى على أجهزة آندرويد.

وكذلك خدمة الرياضة Apple Fitness Plus ما جعل أبل ليست مجرد شركة تصنيع تقنيات بل أصبحت نظامًا بيئيًا متكاملًا.

رغم كل هذه المميزات والنجاحات إلا أن آبل مرت بمشاكل عديدة فترة إدارة كوك للشركة منها على سبيل المثال فشل الشركة في إنتاج جهاز AirPower للشحن اللاسلكي.

إضافة للوحة مفاتيح ماك بوك التي كانت تتعطل باستمرار ناهيك عن فضيحة تقليص أداء الهواتف بعد إصدار هواتف جديدة.

لكن حكمة كوك الاستراتيجية جعلته يحول التحديات إلى فرص، وهو ما جعله رقما صعبا في عالم الأعمال، نجح كوك في حل معظم هذه العقبات ببراعة.

إذ قدمت الشركة حواسيب ماك محسنة وقوية مع شريحة M1 التي تطورها الشركة نفسها، وقدمت آيفون ١٢ بأقوى معالج في سوق الهواتف الذكية.

اليوم، ومع اقتراب تيم كوك من سن التقاعد تثار التساؤلات حول من سيخلفه في قيادة إمبراطورية آبل، يُعتبر جون تيرنوس نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في آبل هو الأقرب لخلافة كوك.

حيث يعمل في الشركة منذ ٢٣ عاما ويقدم تقاريره مباشرة إلى تيم كوك، ولعب دورا حاسما في تشكيل بعض منتجات الشركة الأكثر شهرة ما يجعله المرشح الأبرز للمنصب.

فيما رشح البعض مدير العمليات في شركة آبل جيف ويليامز، لكن عمره البالغ ٦١ عاما قد يكون عقبة في نظر مجلس إدارة الشركة الذي يبحث عن من يقودها لـ ١٠ سنوات على الأقل.

في نهاية المطاف يمكن القول أن تيم كوك كتب فصولا ملهمة في تاريخ الأعمال والتكنولوجيا، واستطاع أن يستكمل نجاح ستيف جوبز ويضع بصمته الخاصة، جاعلا من آبل واحدة من أعظم الشركات في العالم.

متجاوزة التحديات والعقبات التي واجهتها على طول الطريق، ومع ذلك تبقى مسألة مستقبل آبل بعد كوك قيد الترقب.

الآن نترككم مع الفيديو:

فهل سينجح خليفة تيم كوك القادم في الحفاظ على هذه الإمبراطورية؟