يبدو أن الصفقة التي تدفع من خلالها جوجل مليارات الدولارات لآبل سنويا لكي تكون محرك البحث الإفتراضي على الآي-فون باتت قاب قوسين أو أدني من تصبح في طي النسيان. حيث صدر قرار من محكمة جزئية أمريكية يدين جوجل بممارسة الإحتكار ومنع المنافسة العادلة عبر تأمين صفقات حصرية لتكون محرك البحث الإفتراضي. هذا يعني أن آبل على وشك خسارة مليارات الدولارات التي كانت تجنيها بشكل مجاني كل عام، والسؤال هنا، هل يمكن أن تغتنم آبل الفرصة وتقرر إنشاء محرك بحث خاص بها لمنافسة جوجل، هذا ما سوف نعرف إجابته في السطور القادمة.

من

صفقة آبل وجوجل

من iPhoneIslam.com، شعار أبل فوق المال.

يوم الإثنين الماضي، حكم القاضي أميت ميهتا من المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا بأن جوجل مارست أعمال إحتكارية من خلال استخدام مكانتها كمحرك البحث الرائد في السوق لإلحاق الضرر بشكل غير عادل بمنافسيها الأصغر. وقال ميهتا في الحكم إن جوجل استخدمت حجمها ونفوذها لتأمين الصفقات الحصرية التي جعلتها محرك البحث الإفتراضي. وفي عام 2021، أنفقت جوجل ما مجموعه 26 مليار دولار لتأمين هذه الاتفاقيات من خلال صفقات تقاسم الإيرادات مع صانعي الهواتف الذكية مثل آبل، بالإضافة إلى شركات الاتصالات اللاسلكية وكذلك مطوري متصفحات الويب. أيضا في عام 2022، دفعت جوجل لآبل وحدها 20 مليار دولار (36% من إجمالي الإيرادات التي تكسبها من عمليات البحث في سفاري).

محرك بحث آبل

Apple is Preparing its Own Search Engine

السؤال الأهم هنا، هل تعمل آبل بشكل سري على محرك بحث خاص بها. أو هل قد تفكر في إنشاء محرك بحث خاص بها وجني أكثر مما تحصل عليه من صفقتها مع جوجل؟ الإجابة يمكن استنباطها في الحكم الصادر ضد جوجل كالتالي:

السبب الأول: أشارت المحكمة إلى أن صانع الآي-فون لديه ما يكفي من الموارد المالية والتكنولوجية والبشرية لتطوير محرك البحث الخاص بها، لكنه لم ولن يفعل ذلك بسبب المليارات التي يحصل عليها من جوجل دون عناء.

السبب الثاني: أوضحت كذلك المحكمة بأن آبل إذا فكرت في إنشاء محرك بحث خاص بها. سيتعين عليها تحمل مخاطر كثيرة وهائلة مثل المخاطرة بسمعة علامتها التجارية الشهيرة عبر تقديم منتج أقل جودة من محركات البحث الأخرى.

السبب الثالث: أقر القاضي ميهتا في الملخص الخاص بالحكم أن جوجل يعد محرك البحث الأعلى جودة دون منازع. وهذه حقيقة لا يمكننا أن نغفل عنها. بالفعل محرك جوجل هو المتربع على العرش بفضل إمكانياته وقدراته التي لن تجدها في محرك بحث آخر.

السبب الرابع: إطلاق محرك بحث يعني أن آبل سوف تخسر ما تجنيه من صفقتها مع جوجل. كما أنها ستدخل في منافسة غير عادلة حيث تصل حصة محرك جوجل السوقية إلى 95% على الهواتف الذكية و 90% من عمليات البحث على الويب بشكل عام. وأقرب منافسيه هو مايكروسوفت بينج بحصة سوقية تبلغ 6%.

السبب الخامس: تدرك آبل تماما بأن أي محرك بحث لا يمكنه منافسة جوجل. ولهذا السبب رفضت شراء بينج أو حتى عقد صفقة مع مايكروسوفت ليكون محرك البحث الإفتراضي في أجهزتها، وفقا لإيدي كيو فإن بينج لا يرقي لأن يكون محرك بحث (كذلك DuckDuckGo). كما أوضح أن آبل تعتقد أن جوجل هو محرك البحث الأفضل على الإطلاق ولا يوجد بديل يمكنه منافسته.

كل تلك الأسباب، تشير بشكل واضح إلى أن آبل لن تفكر حاليا أو خلال السنوات القليلة القادمة محاولة منافسة جوجل وإطلاق محرك بحث خاص بها حتى لا تخسر كل شئ.

محرك بحث بالذكاء الإصطناعي

من iPhoneIslam.com، روبوت برتقالي مبتسم يرتدي قناعًا يحمل شريط بحث كبيرًا مع رمز عدسة مكبرة على اليسار، مثل شيء ما في قصة من شركة آبل، على خلفية بيج.

لكن ماذا عن التقرير الذي نشره موقع ذا انفورميشن وأوضح من خلاله أن آبل تعمل منذ فترة على محرك بحث على الويب وقد يتم إطلاقه في 2026. حسنا، يبدو أن آبل تفكر في استخدام مشروع محرك البحث الخاص بها كوسيلة ضغط أثناء إعادة التفاوض مع جوجل وإجبارها على دفع مبلغ أعلى في الصفقة الخاصة بجعلها محرك البحث الإفتراضي في أجهزة الشركة.

أخيرا، لدى آبل فريق بحث مخصص نظرًا لوجود أدوات بحث قوية لـ Spotlight واقتراحات Siri والمحتوى المقدم من ‌Siri‌ للإجابة على استفسارات المستخدمين. من المحتمل أن تقوم الشركة بتحويل بعض تقنيات سبوت لايت الخاصة بها إلى ميزة بحث على الويب في المستقبل. أو ربما تتعاون مع OpenAI لتطوير محرك بحث من الجيل التالي يعمل بالذكاء الاصطناعي. ومع أن هذا احتمال بعيد المنال، إلا أنه إذا حدث ذلك فسيكون ضربة موجعة لجوجل وقد تخسر الكثير من حصتها السوقية لصالح آبل.

المصدر:

macrumors